فصل: فصل في أحكام الصلاة على الميت:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: موارد الظمآن لدروس الزمان



.فصل في أحكام الصلاة على الميت:

والصلاة على الميت فرض كفاية لقوله صلى الله عليه وسلم في الغال صلوا على صاحبكم وقوله صلى الله عليه وسلم: «صلوا على أطفالكم فإنهم أفراطكم». وقوله: «إن صاحبكم النجاشي قد مات فقوموا فصلوا عليه». وقوله صلوا على من قال لا إله إلا الله.
وتسقط الصلاة عليه بمكلف، لأنها صلاة ليس من شروطها الجماعة، فلم يشترط لها العدد، وشروط الصلاة على الميت ثمانية النية والتكليف واستقبال القبلة وستر العورة واجتناب النجاسة وإسلام المصلي والمصلي عليه وطهارتهما ولو بالتراب وحضور الميت إن كان في البلد.
وأركان الصلاة على الميت سبعة، القيام في فرضها والتكبيرات الأربع لأن النبي صلى الله عليه وسلم كبر على النجاشي أربعًا. متفق عليه، وقراءة الفاتحة، لعموم حديث لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب، وصلى ابن عباس على جنازة فقرأ بأم القرآن وقال: لتعلموا أنها سنة، أو قال: من تمام السنة. رواه البخاري.
والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاء للميت لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء». رواه أبو داود والترتيب، والسلام لعموم حديث تحليلها التسليم، وصفة الصلاة على الميت أن ينوي.
ثم يكبر أربعًا يرفع يديه مع كل تكبيرةٍ يحرم بالتكبيرة الأولى ويتعوذ ويسمي ويقرأ الفاتحة ولا يستفتح لأن مبناها على التخفيف، ويكبر التكبيرة الثانية، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كما يصلي عليه في التشهد، ويكبر في الثالثة ويدعو للميت بأحسن ما يحضر.
وسن بما ورد، ومنه: اللهم اغفر لحينًا وميتنًا وصغيرنًا وكبيرنًا وذكرنًا وأُنْاثنًا إنك تعلم منقلبنًا ومثوانًا وأنت على كل شيء قدير اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام والسنة ومن توفيته منا فتوفه عليهما.
اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارًا خيرًا من داره وزوجًا خيرًا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب النار وعذاب القبر وأفسح له في قبره ونور له فيه.
وإن كان الميت المصلى عليه صغيرًا أو مجنونًا واستمر قال: اللهم اجعله ذخرًا لوالديه وفرطًا وشفيعًا مجابًا اللهم ثقل به موازينهما وأعظم بع أجورهما وألحقه بصالح سلف المؤمنين واجعله في كفاية إبراهيم وقه برحمتك عذاب الجحيم وإن لم يعلم إسلام والديه دعا لمواليه.
ويؤنث الضمير على أنثى فيقول: اللهم اغفر لها إلى آخر الدعاة ويشير بما يصلح لهما على خنثى، وما جهل هل هو ذكر أم أنثى فيقول في دعائه اللهم اغفر لهذا الميت ونحوه كهذه الجنازة لأنه يصلح لهما.
ويكبر التكبيرة الرابعة ويقف بعدها قليلاً ولا يدعو ويسلم تسليمة واحدًة عن يمينه ويجوز أن يسلمها تلقاء وجهه ويجوز أن يسلم ثانية.
وتسن الصلاة على الميت جماعة كفعله عليه الصلاة والسلام وأصحابه واستمر عليه الناس وسن أن لا تنقص الصفوف عن ثلاثة صفوف ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى عليه ثلاثة صفوف من الناس فقد أوجب». رواه الترمذي وحسنه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم.
ويجوز أن يصلى على الميت من دفنه إلى شهر وشيء قليل كيوم ويومين يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من ستة وجوه كلها حسان قاله أحمد. وقال: ومن يشك في الصلاة على القبر وقال أكثر ما سمعت أن النبي صلى الله عليه وسلم على أم سعد بن عبادة بعد شهر.
ويصلى على الغائب بالنية لصلاته عليه الصلاة والسلام على النجاشي والأولى بالصلاة على الميت وصية العدل فسيد برقيقه فالسلطان فنائبه الأمير فالحاكم فالأولى بغسل رجل فزوج بعد ذوي الأرحام.
ومع تساو يقرع بينهم ومن قدمه ولي لا وصي بمنزلته والسنة أن يقف الإمام والمنفرد عند رأس الرجل الميت المصلى عليه وعند وسط الأنثى لما ورد عن أنس أنه صلى على رجل فقام عند رأسه ثم صلى على امرأة فقام وسطها فقال العلاء بن زياد هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم قال: نعم وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة فقام وسطها متفق عليه.
ويسن أن يلي الإمام من كل نوع أفضلهم فأسن فأسبق ثم يقرع فإن كان رجلاً وصبيًا وامرأة وخنثي قدم إلى الإمام الرجل ثم الصبي ثم الخنثي ثم المرأة لما روي عن ابن عمر رضي الله عنه أنه صلى على تسع جنائز رجال ونساء فجعل الرجال مما يلي الإمام والنساء مما يلي القبلة.
ويقضي المسبوق ما فاته من التكبيرات إذا سلم إمام على صفتها فإن خشي رفع الجنازة تابع التكبير رفعت أو لم ترفع وإذا سلم ولم يقض شيئًا صحت ويجوز دخوله بعد التكبيرة الرابعة ويقضي الثلاث التكبيرات استحبابًا لينال الأجر.
وإن وجد بعض ميت كرجل أو يدٍ فحكمه ككله فيغسل ويصلى عليه بعد ما يكفن وجوبًا لأن أبا أيوب صلى على رجل إنسان قاله احمد وصلى عمر على عظام بالشام وصلى أبو عبيدة على رؤوس رواهما عبد الله بن أحمد بإسناده.
قال الشافعي ألقى طائر يدًا من وقعة الجمل عرفت بالخاتم وكانت يد عتاب بن أسيد وصلى عليها أهل مكة فإن كانت الميت قد صلى عليه غسل ذلك البعض وكفن وجوبًا وصلى عليه استحبابًا لأن الفرض سقط بالصلاة على أكثر الميت.
وكذا إن وجد الباقي من الميت فيغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن بجنبه ولا يصلى على ما بان وانفصل من حي كيد وسارق وقاطعٍ طريقٍ ما دام الإنسان حيًا.
ولا يصلى على من في أحد جانبي البلد وان كان البلد كبيرًا ولو لمشقة مطرٍ أو مرضٍ لأنه يمكن حضور الميت للصلاة عليه في البلد ويعتبر انفصاله عن البلد بما يعد الذهاب إليه نوع سفر.
قال الشيخ تقي الدين وأقرب الحدود ما تجب فيه الجمعة ولا يصلي على كل غائب قال الشيخ تقي الدين لأنه لم ينقل ومن صلى على ميتٍ كره له إعادة الصلاة كالعيد إلا من صلى عليه بالنية إذا حضر.
وكذا إذا وجد بعض ميتٍ صلى على جملته فتسن الصلاة على ذلك البعض.
يَا غَافِلِينَ أَفِيقُوا قَبْلَ مَوْتِكِمْ ** وَقَبْلَ يُؤْخَذُ بِالأَقْدَامِ بالأقدام وَاللَّمَمِ

وَالنَّاسُ أَجْمَعُ طَرًّا شَاخِصُونَ غَدًا ** لا يَنْطِقُونَ بِلا بُكْمٍ وَلا صَمَمِ

وَالْخَلْقُ قَدْ شُغِلُوا وَالْحَشْرُ جَامِعُهُمْ ** وَاللهُ طَالِبُهُمِ بِالْحِلِّ وَالْحَرَمِ

وَقَدْ تَبَدَّى لأَهْلِ الْجَمْعِ كُلِّهِمْ ** وَعْدَ الإِلَهِ مِنَ التَّعْذِيبِ وَالنِّقَمِ

وَكُلُّ نَفْسٍ لَدَى الْجَبَّار شَاخِصَة ** لا يَنْطِقُونَ بِلا رُوحٍ مِنَ الزَّحَم

اللهم إنا نسألك أن ترفع ذكرنا وأن تضع وزرنا وتصلح أمرنا وتطهر قلوبنا وتنور قبورنا وتغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فصل:
ولا يصلي الإمام على الغالٍ ولا على قاتل نفسه أما ألغال وهو من كتم شيئًا مما غنمه المسلمون من الكفار ليختص به فلأنه عليه الصلاة والسلام امتنع عن الصلاة على رجل من جهينة غل يوم خيبر وقال: «صلوا على صاحبكم». رواه الخمسة إلا الترمذي احتج به أحمد وأما قاتل نفسه فلحديث جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم جاؤه برجل قد قتل نفسه بمشاقص فلم يصلى عليه. رواه مسلم وغيره.
وللمصلي على الجنازة قيراط من الأجر وهو أمر معلوم عند الله تعالى وله بتمام دفنها قيراط آخر لما ورد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شهد جنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهد حتى تدفن فله قيراطان». قيل: وما القيراطان؟ قال: «مثل الجبلين العظيمين». متفق عليه.
ولمسلم حتى توضع في اللحد وللبخاري من حديث أبي هريرة من تبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا وكان معها حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع بقراطين كل قيراط مثل قيراط أحدٍ وحمل الميت لمحل دفنه فرض كفاية.
ويسن التربيع في حمل الجنازة لما ورد عن ابن مسعود قال: من اتبع جنازة فليحمل بجوانب السرير كلها فإنه من السنة ثم إن شاء فليتطوع وإن شاء فليدع. رواه ماجه وصفته أن يضع قائمة السرير اليسرى المقدمة على كتفه اليمنى.
ثم ينتقل إلى المؤخرة ثم اليمنى المقدمة على كتفه اليسري ثم ينتقل إلى المؤخرة ولا يكره الحمل بين العموديين وهو ما بين القائمتين المقدمتين أو المؤخرتين أو يجعل كل عمودٍ على عاتقٍ.
لما روي أنه عليه الصلاة والسلام حمل جنازة سعد بن معاذ بين العموديين ويسن الإسراع بالجنازة لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أسرعوا بالجنازة فإن كانت صالحة قربتموها إلى خير وإن كانت غير ذلك فشر تضعونه عن رقابكم». رواه الجماعة.
إِنِّي أَبُثُّكَ مِنْ حَدِيثِي ** وَالْحَدِيثُ لَهُ شُجُونْ

غَيَّرْتُ مَوْضِعَ مَرْقَدِي ** لَيْلاً فَنَافَرَنِي السُّكُونْ

قُلْ لِي فَأَوَّلُ لَيْلَةٍ ** فِي الْقَبْرِ كَيْفَ تَرَى تَكُونْ

نُرَاعِ إِذَا الْجَنَائِزُ قَابَلَتْنَا ** وَنَسْكُنُ حِينَ تَخْفَى ذَاهِبَات

كَرَوْعَةِ ثُلَّة لِظُهُورِ ذِئْبٍ ** فَلَمَّا غَابَ عَادَتْ رَاتِعَات

ولا يكره الحمل على دابة لغرض صحيح كبعد المقبرة ومثل البعير السيارة ونحوها ويستحب كون الماشي قدام الجنازة قال ابن المنذر: ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يمشون أمام الجنازة. رواه أحمد. عن ابن عمر ولأنهم شفعاء والشفيع يتقدم المشفوع له.
وسن كون راكب خلف الجنازة لحديث المغيرة بن شعبة مرفوعًا الراكب خلف الجنازة والماشي حيث شاء منها. رواه الترمذي. وقال: حسن صحيح لأنه إذا سار أمامها الراكب أذى المشاة والقرب من الجنازة أفضل كالإمام في الصلاة.
ويكره جلوس تابعها حتى توضع بالأرض لحديث أبي هريرة قال فيه حتى توضع بالأرض ورفع الصوت مع الجنازة مكروه لحديث لا تتبع الجنازة بصوتٍ ولا نارٍ رواه أبو داود وقول القائل مع الجنازة استغفروا بدعة وروى سعيد أن ابن عمر وسعيد بن جبير قالا لقائل ذلك لا غفر الله لك.
وكره أن تتبع الجنازة امرأة لحديث أم عطية: نهينا عن إتباع الجنائز ولم يعزم علينا وحرم أن يتبعها مع منكر يعجز عن إزالته ويلزم القادر على إزالته أن يزيله ولا يترك إتباعها.
ويستحب القيام للجنازة لما ورد عن ابن عمر عن عامر بن ربيعة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها حتى تخلفكم أو توضع». رواه الجماعة ولأحمد.
وكان ابن عمر إذا رأى جنازة قام حتى تجاوزه وله أيضًا عنه أنه ربما تقدم الجنازة فقعد حتى إذا رآها قد أشرفت قام حتى توضع واختار هذا القول الشيخ تقي الدين وعن جابر قال مرت بنا جنازة فقام لها النبي صلى الله عليه وسلم وقمنا معه فقلنا: يا رسول الله إنها جنازة يهودي قال: «إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها».
وعن سهل بن حنيف وقيس بن سعد أنهما كانا قاعدين بالقادسية فمروا عليهما بجنازة فقاما فقيل لهما إنها من أهل الأرض أي من أهل الذمة فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام فقيل له إنها جنازة يهودي فقال: «أليست نفسًا». متفق عليهما.
اللهم وفقنا توفيقًا يقينًا عن معاصيك ووفقنا للعمل بما يرضيك وارزقنا محبتك ومحبة من يحبك وبغض من يعاديك واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
سِهَامُ الْمَنَايَا فِي الْوَرَى لَيْسَ تُمْنَعُ ** فَكُلٌّ لَهُ يَوْم وَإِنْ عَاشَ مَصْرَعٍ

وَكُلٌّ وَإِنْ طَالَ الْمَدَى سَوْفَ يَنْتَهِي ** إِلَى قَعْرِ لَحْدٍ فِي ثَرَى مِنْهُ يُوَدّع

فَقُلْ لِلَّذِي قَدْ عَاشَ بَعْدَ قَرِينُهُ ** إِلَى مِثْلِهَا عَمَّا قَلِيلٍ سَتَدْفَعُ

فَكُلُّ ابْن أُنْثَى سَوْفَ يُفْضِي إِلَى الرَّدَى ** وَيَرْفَعُهُ بَعْدُ الأَرَائِكِ شرجعُ

وَيُدْرِكُهُ يَوْمًا وَإِنْ عَاشَ بُرْهَةً ** قَضَاءً تُسَاوَى فِيهِ عَوْد وَمُرْضِعُ

فَلا يَفْرَحَنَّ يَوْمًا بِطُولِِ حَيَاتِهِ ** لَبِيبٍ فَمَا فِي عَيْشِهِ الْمَرْءُ مَطْمَعُ

فَمَا الْعَيْشُ إِلا مِثْلُ لَمْحَةِ بَارِقٍ ** وَمَا الْمَوتُ إِلا مِثْل مَا الْعَيْنُ تُهْجَعُ

وَمَا النَّاسُ إِلا كَالنَّبَاتِ فَيَابِسٌ ** هَشِيمٌ وَغَضَّ إِثْر مَا بَادَ يَطْلَعُ

فَتَبَّا لِدَارٍ مَا تَزَالُ تُعُلُّنَا ** أَفَاوِيقَ كَأْسٍ مَرَّةً لَيْسَ تَقْنَعُ

سِحَابُ أَمَانِيهَا جِهَامٌ وَبَرْقُهَا ** إِذَا شِيمَ بَرْقٌ خَلْبٌ لَيْسَ يَهْمَعُ

تَغُرُّ بَنِيهَا بِالْمُنَى فَتَقُودُهُمْ ** إِلَى قَعْرٍ مَهْوَاةٍ بِهَا بِالْمُنَى فَيُمْتَعُ

فَكَمْ أَهْلَكْتُ فِي حُبِّهَا مِنْ مُتَيِّمٌ ** وَلَمْ يَحْظَ مِنْهَا بِالْمُنَى فَيُمْتِعُ

تُمَنِّيه بِالآمَالِ فِي نَيْلِ وَصْلِهَا ** وَعَنْ غَيَّهِ فِي حُبِّهَا لَيْسَ يَنْزِعُ

أَضَاعَ بِهَا عُمْرًا لَهُ لَيْسَ رَاجِعًا ** وَلَمْ يَنَلْ الأَمْرُ الَّذِي يُتَوَقَّعُ

فَصَارَ لَهَا عَبْدًا لِجَمْعِ حُطَامِهَا ** وَلَمْ يَهِنْ فِيهَا بِالَّذِي كَانَ يَجْمَعُ

وَلَوْ كَان ذَا عَقْلٍ لأَغْنَتْهُ بُلْغَةٌ ** مِنَ الْعَيْشِ فِي الدُّنْيَا وَلَمْ يَكُ يَجْشَعُ

إِلَى أَنْ تُوَافِيهُ الْمَنِيَّة وَهُوَ بَالْ ** قَنَاعَةِ فِيهَا آمِنًا لا يُرَوَّعُ

مَصَائِبُهَا عَمَّتْ فَلَيْسَ بِمُفْلِتٍ ** شُجَاعُ وَلا ذَوُ ذِلَّةٌ لَيْسَ يَدْفَعُ

وَلا سَابِحٍ فِي قَعْرِ بَحْرٍ وَطَائِرٌ ** يَدُومُ فِي بَُوحِ الْفَضَاءِ وَيَنْزِعُ

وَلا ذُو امْتِنَاعٍ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ** لَهَا فِي ذَرَى جَوِّ السَّمَاءِ تَرْفَعُ

أَصارته مِنْ بَعْدِ الْحَيَاةِ بِوَهْدَةٍ ** لَهُ مِنْ ثَرَاهَا آخِرُ الدَّهْرِ مَضْجَعٍ

تَسَاوَى بِهَا مِنْ حِلٍّ تَحْتَ صَعِيدِهَا ** عَلَى قُرْبِ عَهْدٍ بِالْمَمِاتِ وَتُبَّعُ

فَسِيَّانِ ذُو فَقْرٍ بِهَا وَذُووا الْغِنَى ** وَذُو لَكِنْ عِنْدَ الْمَقَالِ وَمِصْقَعُ

وَمَنْ لَمْ يَخْفَ عِنْدَ النَّوَائِبِ حَتْفَهُ ** وَذَو جُبْنٍ خَوْفًا مِنَ الْمَوْتِ يَسْرَعُ

وَذُو جَشَعٍ يَسْطُو بِنَابٍ وَخَلَبٍ ** وَكُلّ بُغَاثٍ ذَلَّةً لَيْسَ يَمْنَعُ

وَمَنْ مَلَكَ الآفَاقِ بَأْسًا وَشِدَّةً ** وَمَنْ كَانَ مِنْهَا بالضَّرُورَةِ يَقْنَعُ

وَلَوْ كَشَفَتْ الأَجْدَاثِ مُعْتَبِرًا لَهُمْ ** لِيَنْظُرَ آثَار الْبَلَى كَيْفَ يَصْنَعُ

لَشَاهَدَ أَحْدَاقًا تَسِيلُ وَأَوْجُهًا ** مُعَفَّرَة فِي التُّرْبِ شُوْهًا تَفْزِّعُ

غَدَتْ تَحْتَ أَطْبَاقِِ الثَّرَى مُكْفَهِرَّةً ** عَبُوسًا وَقَدْ كَانَتْ مِنْ الْبِشْرِ تَلْمَعُ

فَلَمْ يَعْرَف الْمَوْلَى مِنَ الْعَبْدِ فِيهِمْ ** وَلا خَامِلاً مَنْ نَابِهِ يَتَرَفَّعُ

وَأَنَّى لَهُ عِلْمٌ بِذَلِكَ بَعْدَمَا ** تَبَيَّنَ مِنْهُمْ مَا لَهُ الْعَيْن تَدْمَعُ

رَأَى مَا يَسُوءُ الطَّرْف مِنْهُمْ وَطَالَمَا ** رَأَى مَا يَسُرُّ النَّاظِرِينَ وَيَمْتِعُ

رَأَى أَعْظُمًا لا تَسْتَطِيعَ تَمَاسُكَا ** تَهَافَتْ مِنْ أَوْصَالِهَا وَتَقَطَّعُ

مُجَرَّدَةً مِنْ لَحْمِهَا فَهِيَ عِبْرَةٌ ** لِذِي فِكْرَةٍ فِيمَا لَهُ يَتَوَقَعُ

تَخُونُهَا مَرَّ اللَّيَالِي فَأَصْبَحَتْ ** أَنَابِيبَ مِنْ أَجْوَافِهَا الرِّيحُ تُسْمَعُ

إِلَى حَالَةٍ مُسَوَّدَةٌ وَجَمَاجِمٍ ** مُطَأْطَأَةٍ مِنْ ذِلَّةٍ لَيْسَ تَرْفَعُ

أُزِيلَتْ عَنِ الأَعْنَاقِ فَهِيَ نَوَاكِسٌ ** عَلَى التُّرَابِ مِنْ بَعْدِ الْوَسَائِدِ تُوضَعُ

عَلاهَا ظَلامٌ لِلْبَلَى وَلَطَالَمَا ** غَدًا نُورُهَا فِي حِنْدسِ الظُّلْمِ يَلْمَعُ

كَأَنَّ لَمْ يَكُنْ يَوْمًا عَلا مِفْرقًا لَهَا ** نَفَائِسُ تِيجَانٍ وَدُرٍّ مُرَصَّعُ

تَبَاعَدَ عَنْهُمْ وَحْشَةً كُلُّ وَامِقٍ ** وَعَافَهُمْ الأَهْلُونَ وَالنَّاسُ أَجْمَعُ

وَقَاطَعَهُمْ مَنْ كَانَ حَالَ حَيَاتِهِ ** بِوَصْلِهِمْ وِجْدًا بِهِمْ لَيْسَ يَطْمَعُ

يَبْكِيهِمْ الأَعْدَاءُ مِنْ سُوءِ حَالِهِمْ ** وَيَرْحَمُهُمْ مَنْ كَانَ ضِدًّا وَيَجْزَعُ

فَقُلْ لِلَّذِي قَدْ غَرَّهُ طُولُ عُمْرِهِ ** وَمَا قَدْ حَوَاهُ مِنْ زَخَارِفٍ تَخْدَعُ

أَفِقْ وَانْظُرُ الدُّنْيَا بِعَيْنٍ بَصِيرَةٍ ** تَجِدُ كَلَّ مَا فِيهَا وَدَائِعُ تَرْجِعُ

فَأَيْنَ الْمُلُوكَ الصَّيْد قَدْمًا وَمَنْ حَوَى ** مِنَ الأَرْضِ مَا كَانَتِ بِهِ الشَّمْسُ تَطْلَعُ

حَوَاه ضَرِيحٌ مِنْ فَضَاءِ بَسِيطِهَا ** يَقْصُرُ عَنْ جُثْمَانِهِ حِينَ يَذْرَعُ

فَكَمْ مَلِكْ أَضْحَى بِهَا ذَا مَذَلَّةٍ ** وَقَدْ كَانَ حَيًّا لِلْمَهَابَةِ يُتْبَعُ

يَقُودُ عَلَى الْخَيْلِ الْعِتَاقِ فَوَارِسًا ** يَسُدُّ بِهَا رَحْبَ الْفَيَافِي وَيُتْرَعُ

فَأَصْبَحَ مِنْ بَعْدِ التَّنَعْمِ فِي ثَرَى ** تُوَارِي عِظَامًا مِنْهُ بَهْمَاءُ بَلْقَعُ

بَعِيدًا عَلَى قُرْبِ الْمَزَارِ إِيَابُهُ ** فَلَيْسَ لَهُ حَتَّى الْقِيَامَةِ مَرْجِعُ

غَرِيبًا عَنِ الأَحْبَابِ وَالأَهْلِ ثَاوِيًا ** بِأَقْصَى فَلاةٍ خِرْقَةٍ لَيْسَ يُرْقَعُ

تَلِحُّ عَلَيْهِ السَّافِيَاتِ بِمَنْزِلٍ ** جَدِيبٍ وَقَدْ كَانَتْ بِهِ الأَرْضُ تُمْرِعُ

رَهِينًا بِهِ لا يَمْلِكُ الدَّهْرَ رَجْعَةً ** وَلا يَسْتَطِيعَنَّ الْكَلامَ فَيَسْمَعُ

تَوَسَّدْ فِيهِ التُّرْبَ مِنْ بَعْدِ مَا اغْتَدَى ** زَمَانًا عَلَى فُرْشٍ مِنْ الْخِزِّ يَرْفَعُ

كَذَلِكَ حُكْمُ اللهِ فِي الْخَلْقِ لَنْ تَرَى ** مِنَ النَّاسِ حَيًّا شَمْلَهُ لَيْسَ يُصْدَعُ

اللهم انهج بنا مناهج المفلحين وألبسنا خلع الإيمان واليقين وخصنا منك بالتوفيق المبين ووفقنا لقول الحق وإتباعه وخلصنا من الباطل وابتداعه وكن لنا مؤيدًا ولا تجعل لفاجر علينا يدًا واجعل لنا عيشًا رغدًا ولا تشمت بنا عدوًا ولا حاسدًا وارزقنا علمًا نافعًا وعملاً متقبلاً وفهمًا ذكيًا وطبعًا صفيًا وشفًا من كل داء واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فصل:
ثم اعلم الأخ وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين لحسن الخاتمة أنه إذا حل بالإنسان الأجل المحتوم ووافته المنية وفاضت روحه وخرجت من الجسد الذي تعمره في الدنيا.
فإن رأيت الناس عامة ومن يلوذون به خاصة كأقربائه وجيرانه وأنسابه وإخوانه وزملائه ومعامليه ما بين شاكٍ وباكٍ ومثنٍ عليه بخيرٍ وداعٍ له وسائلٍ له النجاة من المخاوف وسائلٍ الله له أن يدخله الجنة.
وقد أجمعوا يطلبون له المسامحة والمغفرة من الله لما كان يتجلى لهم من خلق ودينٍ ومعاملةٍ وإحسانٍ ومعروفٍ وسيرةٍ حسنةٍ وكان المثنون عليه من أهل الصلاح والعدالة والورع والتقى والصدق والفضل.
فاعلم أن ثناءهم دليل قوي وبرهان جلي على حسن حال الميت الراحل عن الدنيا إلى الآخرة.
وإن رأيتهم بالعكس خلاف ما ذكرنا فبدل الثناء والمدح قدح ومكان الترحم والدعاء له الطعن والسب والشتم والاستياء فتجد جيرانه من أهل الصلاح فرحين لانقطاع شره وكذلك من أساء إليهم بمعاملةٍ أو نميمةٍ أو كذبٍ أو أكل حقوقهم أو لما يعلمون عنه من الفسق والفجور والاعتداء والاستطالة على عباد الله بغير حق.
فهذا أيضًا برهان ساطع ودليل واضح على سوء حاله خبث أعماله وفي الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال: مروا بجنازةٍ فأثنوا عليها خيرًا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وجبت». ثم مر بأخرى فأثنوا عليها شرًا. فقال: «وجبت». فقال عمر رضي الله عنه: ما وجبت؟ قال: «هذه أثنيتم عليه خيرًا فوجبت له الجنة وهذه أثنيتم عليه شرًا فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض». وفي الحديث الآخر عند الحاكم: «أن لله ملائكة تنطق على ألسنة بني آدم بما في المؤمن من الخير والشر»، قلت: ولا يبعد أن الشياطين تنطق على ألسنة الذين يكتبون للفسقة والمجرمين حسن سير وسلوك.
وفي الحديث الذي في المسند: «يوشك أن تعلموا أهل الجنة من أهل النار». قالوا: بماذا يا رسول الله؟ قال: «بالثناء الحسن والثناء السيئ».
وقال النووي على حديث أنس أنه مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثنوا عليه خيرًا فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت ثم مر بأخرى فأثنوا عليه شرًا فقال وجبت الحديث قال الصحيح أنه على عمومه وأن من مات فألهم الله الناس الثناء عليه بخير كان دليلاً على أنه من أهل الجنة.
ومما يؤيد ما قاله النووي رحمه الله حديث أنس عند أحمد وابن حبان والحاكم مرفوعًا: «ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة من جيرانه الأدنين أنهم لا يعلموا منه إلا خيرًا إلا قال الله تعالى قد قبلت قولكم وغفرت له ما لا تعلمون».
وفي حديث البخاري عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة». فقلنا: وثلاثة؟ قال: وثلاثة؟ فقلنا: واثنان. قال: «واثنان». ثم لم نسأله عن الواحد.
وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: ولا يشهد لأحدٍ بالجنة إلا من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم أو اتفقت الأمة على الثناء عليه.
وقيل يشهد به لمن استفاض عند الأمة أنه رجل صالح كعمر بن عبد العزيز والحسن البصري وغيرهم.
وكان أبو ثورٍ يشهد لأخمد بن حنبل بالجنة وبالتالي فإذا شهد عامة المؤمنين ممن تقبل شهادتهم ويوثق بدينهم وأمانتهم وكلامهم من أهل الصدق والفضل والورع لرجل بالخير فهو برهان ودليل على حسن حاله والله أعلم ولا عبرة بثناء الفسقة والفجرة لأنهم قد يثنون على من كان مثلهم ولا من كان بينه وبين الميت عداوة. لأن شهادة العدو لا تقبل على عدوه.
قال ابن القيم رحمه الله: لما رأى المتيقظون سطوة الدنيا بأهلها، وخداع الأمل لأربابه، وتملك الشيطان، وقيادة النفوس، رأوا الدولة للنفس الأمارة، لجئوا إلى حصن التضرع والإلجاء، كما يأوي العبد المذعور إلى حرم سيده.
شهوات الدنيا كلعب الخيال، ونظر الجاهل مقصور على الظاهر، فأما العقل فيرى ما وراء الستر. لاح لهم المشتهى، فلما مدوا أيدي التناول بان لأبصار البصائر خبط الفخ، فطاروا بأجنحة الحذر، وصوبوا إلى الرحيل الثاني يا ليت قومي يعلمون.
تلمح القوم الوجود ففهموا المقصود، فأجمعوا الرحيل قبل الرحيل، وشمروا للسير في سواء السبيل، فالناس مشتغلون بالفضلات، وهم في قطع الفلوات، وعصافير الهوى في وثاق الشبكة ينتظرون الذبح.
«وقع ثعلبان في شبكة. فقال أحدهما للآخر: أين الملتقى بعد هذا؟ فقال: بعد يومين في الدباغة». تالله ما كانت الأيام إلا منامًا فاستيقظوا.
وقد حصلوا على الظفر. ما مضى من الدنيا أحلام، وما بقي منها أماني، والوقت ضائع بينهما.
كيف يسلم من له زوجة لا ترحمه، وولد لا يعذره، وجار لا يأمنه، وصاحب لا ينصحه، وشريك لا ينصفه، وعدو لا ينام عم معاداته، ونفس أمارة بالسوء، ودنيا متزينة، وهوى مرد، وشهوة غالبة له، وغضب قاهر، وشيطان مزين، وضعف مستول عليه.
فإن تولاه الله وجذبه إليه، انقهرت له هذه كلها، وإن تخلى عنه ووكله إلى نفسه، اجتمعت عليه فكانت الهلكة.
أَلا أَخْبِرْ بِمُنْتَزِجِ النَّوَاحِي ** أَطَيرُ إِلَيْهِ مَنْشُورَ الْجِنَاحِ

فَأَسْأَلُهُ وَأَلْطفه عَسَاهُ ** سَيَأْسُو مَا بِدِينِي مِنْ جِرَاحِ

وَيَجْلُو مَا دَجَا مِنْ لَيْلِ جَهْلِي ** بِنُورِ هُدًى كَمُنْبَلِجَ الصَّبَاحِ

فَأَبْصَقَ فِي مُحَيَّا أُمّ دَفْرٍ ** وَأهْجُرُهَا وَأَدْفَعُهَا بِرَاحِي

وَأَصْحُو مِنْ حُمَيَّاهَا وَأَسْلُوا ** عَفَافًا عَنْ جَاذِرهَا الْمِلاحِ

وَاصْرِفْ هِمَّتِي بِالْكُّلِ عَنَهَا ** إِلَى دَارِ السَّعَادَةِ وَالنَّجَاحِ

أَفِي السِّتِين اهْجِعْ فِي مَقِيلِي ** وَحَادِي الْمَوْتِ يُوقِظُ لِلرَّوَاحِ

وَقَدْ نَشَرَ الزَّمَانُ لِوَاءَ شَيْبِي ** لَيَطْوِينِي وَيَسْلُبُنِي وِشَاحِي

وَقَدْ سَلّ الْحَمَامُ عَلَيَّ نَصْلاً ** سَيَقْتُلُنِي وَإِنْ شَاكَتْ سِلاحِي

وَيَحْمِلُنِي إِلَى الأَجْدَاثِ صَحْبِي ** إِلَى ضِيقٍ هُنَاكَ أَو انْفِسَاحٍ

فَأُجْزَى الْخَيْرَ إِنْ قََدَّمْت خَيْرًا ** وَشَرًّا إِنْ جُزِيتَ عَلَى اجْتِرَاحِي

وَهَا أَنَا ذَا عَلَى عِلْمِي بِهَذَا ** بِطِيءُ الشَّأْوِ فِي سُنَنِ الصَّلاحِ

فَلَوْ أَنِّي نَظَرْتُ بِعَيْنِ عَقْلِي ** إِذَنْ لَقَطَعْتُ دَهْرَي بِالنِّيَاحِ

وَلَمْ أَسْحَبْ ذُيُولِي فِي التَّصَابِي ** وَلَمْ أُطْرَبُ بِغَانِيَةٍ رَدَاحٍ

وَكُنْتُ الْيَومَ أَوَّابًا مُنِيبًا ** لَعَلِّي أَنْ تَفُوزُ غَدًا قُدَاحِي

إِذَا مَا كُنْتُ مَكْبُول الْخَطَايَا ** وَعَانِيهَا فَمَنْ لِي بِالْبَرَاحِ

فَهَلْ مِنْ تَوْبَةٍ مِنْهَا نَصُوحٍ ** تُطَيِّرُنِي وَتَأْخُذْ لِي سَرَاحِي

فَيَا لَهْفِي إِذَا جَمَعَ الْبَرَايَا ** عَلَى حَرْبِي لَدَيْهُمْ وَافْتِضَاحِي

وَلَوْلا أَنِّي أَرْجُو إِلَهِي ** وَرَحْمَتُهُ يَئِسْتُ مِنَ الْفَلاح

اللهم اختم لنا بخاتمة السعادة واجعلنا ممن كتبت لهم الحسنى وزيادة واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.